قصة سعيدة

استيقظت من نومها مبكره بعد ليله طويله لم تدع فيها الأرق المختلط بالتوتر والقلق ومع ذلك ا
حست بمرح ونشاط لم تعهده من قبل وكأنها نامت أسبوعا كاملا ونظرت الى ساعتها

فوجدت عقاربها مازالت تقترب من الثالثه ببطئ وكأنما أتعبها طول الدوران وارتفع صوت

ا لمؤذن في القريه يوقظ الحياه القافيه ويتردد صداه بين الجبال فنزل على قلبها بردا

وسلاما وأحست ان لهذا اليوم طعما لذيذا فقامت من فراشها توضأت وصلت الصبح وراحت

تدعو الله ان يكلل جهدها بالنجاح ثم عادت واستلقت على سريرهاتنتظر طلوع الشمس فهي

اليوم على موعد مع فرحتها الكبرى لتجني ثمرات جهدها وسهرها.وعادت بأفكارها

لتسترجع الماضي القريب قبل سنوات خمس حين وجدت نفسها وعلى غبر توقع (مطلقه)وأما

لخمسة أبناء ولم تكن قد أعدت لهذا الموقف عدتها فالحياه كانت قاسيه معها جدا ولم تكن

أحوالها الماديه تسمح لها بأن تربي خمسة أبناءولم تكن لديها القدره بأن تلبي حاجياتهم

وتهتم بشئونهم فقد كانت نفقتهم أكبر بكثير من راتبها القليل وأحست في تلك اللحظه

كأنها تلقت ضربه على أم رأسها بمطرقه من حديد أطارت صوابه وأفقدتها وعيها

وأوقعتها في دوامه ليس لها قرار وأدركت انها تواجه الحياه وحيده ضعيفه وكثيرا ماكانت

تظهر لها في تأملاتها صورة أبنائها الصغار ووادها العجوز وأخوتها المساكين الذين لم

تكن تستطيع أن تصنع شيئا من أجلهم لم تكن تدري ماذا تفعل ولو دريت لما استطاعت فلا

سلاح لديها من علم او مال وكل يوم تزداد يقينا بأنها لاتستطيع أن تفعل شيئا ولاحت لها

في الأفق بارقة أمل وهي...أن تواصل دراستها ولكن من أين تبدأ؟كانت قد تركت

المدرسه منذ سنوات لكي تتزوج وتسافر مع زوجها فقد كانت طموحه بأن تتزوج من رجل

ثري تسافر معه الى أي مكان يلبي لها كل ماتريد وكانت تعتقد بأنها ستساعد والها

العجوز وأخوتها الصغار ببعض المال الذي يملكه زوجها في وقت قست الحياه على كثير

من الناس .وصارت تقلب هذه الفكره كل يوم لابد لها أن تحصل على الشهاده الثانويه وخلال

عام واحد وكيف لها ذلك ؟لو أنها استطاعت لكان ذلك شيئ رائع تستطيع به الوقوف على

قدميهالتبحث من جديد عن عمل تكفل لها ولأسرتها حياه كريمه فسهل لها الله تعالى أمر

قبولها في امتحان الثانويه وكانت فرحتها لا توصف بعد أن امسكت بأول خيوط

النجاه ...وكان شدة ماآلمها أن لاتجد لفرحتها وسعادتها صدى على وجوه أهلها بل نظروا

إليها نظرة الشك وظنوا عملها محاولة غريقه يائسه فلم يحاولوا تشجيعها بل نصحوها بأن

تكف عن ذلك لكن أبت عليها همتها أن تعيش عاله على أهلها وصممت في عزم وقوه أن

تضع نفسها أمام هذا الإختبار ومضى العام بطيئا ثقيل الخطى كأن أيامه شهور وكان كل

شيئ من حولها يقلل عزيمتها وكان أطفالها الصغار سلواها في محنتها تداعبهم وتأخذ من

عيونهم الحب والإخلاص ..وجاءت نتيجة الإمتحان جاءت على غير ماتوقع الناس وماتوقعته

هي لنفسها فقد كانت من أوائل الناجحات والذين كانوا يستهزئون منها بالأمس جاءوا اليوم

مهنئين واختارتها حكومة المملكه ببعثه دراسيه إلى الجامعه ولم يكن دربها خاليا من

الصخور والأشواك اكنه استعانت على السير فيه بشحاعتها وقوة عزمها ...ولاتزال تذكر

المحاظرات الأواى في اللغه الإنجليزيه حين كانت تستمع إلى الأستاذه الأميريكيه دون أن

تفهم حرفا مما تقول لكنها لم تبأس وكانت تسأل نفسها ...أين الإيمان والهمه؟ألم أنجح

في امتحان الثانويه العامه؟ودفعها إيمانها بربها وثقتهابالنفس إلى بذل أقصى مابوسعها

من جهد فسهرت وقرأت وبحثت حتى تغلبت على اللغه الإنجليزيه وتبدلت نظرة الناس لها

في القريه حتى أصبحت مثلا يضربه الآباء لأبناءهم ومضت بها السنوات سراعا في الجامعه

وهي الآن تنتظر بصبر كاد أن ينفذ لتجني ثمرة تعبها وأحست بالشمس وهي تتسلل من

نافذة غرفتها فارتدت ملابسها وانطلقت إلى باعة الصحف أخذت صحيفه وراحت تقرأها

بشده ولهفه حتى وقعت عيناها على اسمه في مقدمة أسماء الناجحين ((............))

(................) كررت اسمها عدة مرات واحتضنته ودموع الفرح تبلل وجنتيها وأتى

إلى منزلها مجموعه من الصحاف يهنئونها وحصلت على مكافأه كبيره من ملك الدوله

وأحست بطعم السعاده وأن هنااك مستقبل زاهر وحياه باسمه مشرقه بالتفائل والأمل

ينتظرنها

منقول للأمانه